تعديل

السبت، 5 يناير 2013

أثر إخفاء العيوب في مرحلة الخطوبة بعد الزواج

أثر إخفاء العيوب في مرحلة الخطوبة بعد الزواج
خلال فترة الخطوبة، كثيرا ما نجد كلا من الفتاة والشاب يحاولان إخفاء بعض طباع أحدهما عن الآخر، أو الظهور بصورة مثالية قدر الإمكان، مع أن الكثير من الشباب يتهم الفتيات بالقيام بهذا الأمر والتفوق فيه، معللين قولهم بكون الرجل في العادة هو الطرف الأقوى في معادلة الزواج والخطوبة، حيث يشعر بقوته ويعتقد أن التمثيل ليس جديرا به، فهو في أغلب الأحيان واضح ومنفعل وتغلبه صراحته ويفشل في إخفاء مشاعره.. أما الفتاة فهي تشعر أنها الطرف الضعيف، وأنها لابد أن تحتفظ بخطيبها لاعتبارات اجتماعية وعائلية، وأحيانا لأسباب نفسية أيضا، لذلك تلجأ إلى محاولة الظهور على غير حقيقتها أحيانا، فهي أمام خطيبها ملائكية الوجه باسمة ومنشرحة وحالمة، رائعة الحديث وناعمة وإن كانت في الحقيقة لا تتمتع بمثل هذه الصفات المثالية؟! وغالبا ما تستمر علاقة الخطوبة بكل ما فيها من غش بريء حتى يتم الزواج، فإذا بالحقائق تظهر بعد ذلك، ويسقط القناع، وفي بعض الحالات ينتهي كل شيء بالطلاق والفراق.
فما هي الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب والفتيات إلى وضع أقنعة على شخصياتهم الحقيقية للظهور بمثالية أكبر علهم يقنعون شريكهم بجدوى الارتباط بهم؟

لبس الأقنعة للاحتراز
لا يختلف اثنان على أن فترة الخطوبة مناسبة للخطيبين، وفرصة للتعارف الجيد على الآخر ولما لا سبر أغواره إذا أمكن، ولأن عمر هذه الفترة مؤقت وقصير جدا، فمن البديهي أن تسود مشاعر الافتتان والحماس، وأن تدب روح التوافق والانسجام طوال مشوار اللقاءات بين الأحبة بشكل يضيع على الأطراف فرص كشف ما تخفيه الصدور من سلبيات أو ما تضمره النفوس من شر محقق للآخر بسبب أقنعة الخطوبة.
ومما لا شك فيه أن لكل واحد منا إيجابياته وسلبياته، غير أن طبيعتنا البشرية تفرض علينا إخفاء عيوبنا والاحتفاظ بها لأنفسنا حتى لا تفقد علاقاتنا الإنسانية جماليتها، خصوصا إن تعلق الأمر بما هو عاطفي كالخطوبة مثلا، وهي مرحلة هامة للتعارف واكتشاف الطرف الآخر، بيد أن العكس هو الذي يحصل، حيث يعمد كل واحد من طرفي الخطبة إلى إخفاء معدنه الحقيقي وراء أقنعة مزيفة مخافة عدم نيل إعجاب ورضى الطرف الآخر، وعندما تتوج العلاقة برباط مقدس، الذي هو الزواج، يتضح مع العشرة الطويلة أن وجوها أخرى توارت خلف الأقنعة طوال فترة الخطوبة، لتطفو على السطح عيوبا وسلبيات تتضاءل معها فرص التأقلم والتعود، وتؤدي في الكثير من الأحيان، وللأسف الشديد، إلى أبغض الحلال ألا وهو الطلاق.  وهنا تطرح الأسئلة هل يمكن الاستمرار رغم سقوط الأقنعة؟!
اعترافات صادمة
تحكي سعاد، 30 سنة، كيف تبدل زوجها بعد الشهور الأولى من الزواج، وتقول"أين هو الحنان والكرم الذي ألفته منه وعودني عليه؟! كل شيء تبخر.. فصار أمامي رجل آخر لا أعرفه بتاتا، صرت أمام رجل صنم لا يطيق حتى مجرد النظر إلي، أشياء كثيرة وجديدة لم تكن بادية فترة خطوبتنا، اكتشفتها خلال السنة الأولى للزواج، أشياء كثيرة طفت على السطح لتعلن عن نهاية زواجنا، بعد أن كنت أظن أنه هو الزوج المثالي الصادق الحساس والكريم لأستيقظ على كابوس مرعب وحقيقة زوج بخيل وبارد المشاعر والأحاسيس..".
أما سلوى، 25 سنة فرغم الكم الكبير من المشاعر العاطفية الجميلة والرائعة التي جمعتها بزوجها خلال فترة الخطوبة، إلا أنها تبددت وماتت بعد الزواج مباشرة؟! تقول سلوى"أجمل مكارم أخلاق زوجي وأفعاله وأقواله تفوقت عليها نوازع القوة والسيطرة عنده، فصار ينفجر بعصبية في وجهي لأتفه الأسباب"، وتضيف سلوى "ستة أشهر مرت على طلاقي، ولم أستسغ بعد ما حصل.. حالات من الشرود تنتابني بين الفينة والأخرى كلما أحاول استرجاع شريط الذكريات، فلا أملك إلا لوم نفسي وتكبد شقاء هذه الزيجة الفاشلة".فيما تسرد صفية، 31 سنة، بصوت ملؤه الارتجاف، قصة الخلاف التي أحدثت تصدعا في حياتها الزوجية أفضت ببساطة متناهية إلى الطلاق، وتقول "مدة الخطوبة القصيرة نسبيا ومحاولات الظهور بالمثالية من جانبه لم تسعفني على اكتشاف حقيقته المزيفة إلا بعد فوات الأوان.."، وتضيف "سقف واحد جمعني بزوج مدمن للكحول أذاقني ألوان العذاب والمرارة، وكل محاولات التوسط لردعه من قبل الأهل والأحباب باءت بالفشل، حتى ضاقت علي السبل"..
وللرجال رأي في الموضوع..
لا تقتصر حالات الظهور بالمثالية في فترة الخطوبة عند الطرفين على الرجل فقط، بل للنساء كذلك حضور قوي في إبداء التزلف والتصنع على قدر لا يستهان به.  وعن هذا يحكي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More